الصحة النفسية
تم النشر في |
من الأمور الهامة التي تأثر بشكل كبير على نوعية حياة الإنسان هي صحته النفسية. إذ تشكل الأساس للتفاعل مع الذات والآخرين، والتعامل مع التحديات المختلفة التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية. لذا، يعود الحديث دائماً عن سروريتها وأهميتها في تشكيل شخصيتنا وتحقيق طموحاتنا. وفي هذا المقال، سنناقش جوانب عدة من صحة النفس، والتحديات الشائعة التي قد تواجهها صحتنا النفسية، وكذلك الإجراءات والتدابير التي يمكن أن تسهم في تعزيزها وبناء عيش أكثر سعادة وتوازناً. سنستكشف أيضاً كيف يمكن لتطبيق النصائح والوصفات المجربة من قبل خبراء الصحة النفسية أن تغير حياة الفرد بشكل جذري، وإعادة هيكلة عقله وتوجيهاته نحو مستقبل مشرق ومليء بالسلام النفسي والسكينة. لندخل معاً في عالم الصحة النفسية ولنكتشف أسرارها وطرق تعزيزها في حياتنا.
1. أهمية الصحة النفسية
الصحة النفسية تعتبر من أهم مكونات الرفاه الإنساني، فهي تلعب دوراً حاسماً في جودة حياة الإنسان والقدرة على تحقيق التوازن بين متطلبات الجسم والروح. تشير الدراسات إلى أن الصحة النفسية ليست مجرد غياب حالات الاضطرابات النفسية والانفعالية، بل هي تلك الحالة التي تمكن الشخص من استغلال قدراته الداخلية واستيعاب التجارب المعقدة والتكيف مع الضغوط البيئية والتعايش الإيجابي مع المجتمع.
تتمثل أهمية الصحة النفسية في تأثيرها المباشر وغير المباشر على جميع جوانب حياة الشخص. فالاستقرار النفسي يمكن أن يزيد من تحمل الأوزان العاطفية والاجتماعية للفرد ويعزز قدرته على التغلب على المطبات الصعبة والوفاء بالتزاماته اليومية. على الجانب الآخر، فإن الصحة النفسية السلبية قد تضعف الجهاز المناعي وتؤدي إلى مشكلات جسدية مستعصية مثل اضطرابات القلب والسكري والسكتة الدماغية.
تسهم الصحة النفسية الجيدة في تعزيز التكيف مع التغيرات التي تطرأ على حياة الفرد والقدرة على التعامل مع الضغوط. إذ يتمتع الأفراد ذوو الصحة النفسية الممتازة بمرونة عقلية تمكنهم من التغلب على العوائق وقبول التحديات بكل شجاعة وقدرة على السيطرة على المواقف الصعبة والتعامل معها بشكل إيجابي.
الحفاظ على توازن الصحة النفسية في حياة الفرد يتطلب منا قبول أنفسنا والارتقاء بمهاراتنا الاجتماعية والعاطفية والتعايش السلمي مع من حولنا. إلى جانب ذلك، فإن الاهتمام بالصحة البدنية من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام تغذية صحي يعتبر من العوامل المهمة التي تساعد على تعزيز الصحة النفسية. إذاً نجد أن الحفاظ على الصحة النفسية يتطلب منا كلَّ الاهتمام والعناية التي نوليها لصحة جسدينا.
2. تأثير الضغوط والضعف الفردي على الصحة النفسية
تأثير الضغوط النفسية والضعف الفردي على الصحة النفسية يعتبر موضوعاً ذا أهمية كبرى، حيث يمكن للضغوط المتزايدة في حياة الإنسان أن تؤثر في توازنه النفسي وتؤدي إلى الظروف المضطربة. تحدث تلك الضغوط نتيجة التغيرات والمشكلات اليومية المستمرة في حياة الفرد، سواء كانت ضغوط العمل أو الدراسة أو الأسرة.
يمثل الضعف الفردي عاملاً آخر يؤثر على الصحة النفسية، حيث يمكن لبعض الأفراد أن يميلوا إلى تجربة مشاكل صحية نفسية نتيجة لظروف شخصية أو تحملهم لصفات ذوات ضعف، مثل التوجس أو قلة الثقة بالنفس وربما الاعتماد المفرط على الآخرين.
من الضروري معالجة تأثير الضغوط النفسية والضعف الفردي على الصحة النفسية، حيث يستلزم ذلك التعاطي بشكل إيجابي مع تلك الظروف من خلال سلسلة من الاستراتيجيات والعلاجات. تشمل هذه الاستراتيجيات طرق مواجهة الضغوط والتجارب الحياتية المضطربة بشكل مباشر من خلال الإقبال على العلاج النفسي أو النفسي ووضع خطط علاجية تمكن الفرد من التعامل مع الضغوط النفسية.
يعد التعاطي مع الضعف الفردي على سبيل المثال من خلال تعزيز الثقة بالنفس، وتشجيع الإبداع والتحفيز على ممارسة التنشيط الذهني والجسدي من الوسائل المهمة لتعزيز الصحة النفسية. إلى جانب ذلك، يمكن للفرد تعلم التعامل مع الوضع النفسي من خلال التربية النفسية والتوجيه الارشادي وبرامج التدريب العملي.
في النهاية، لا يمكن تجاهل تأثير الضغوط النفسية والضعف الفردي على الصحة النفسية، حيث يتطلب ضمان توازن صحة الفرد النفسية ورفاهيتهم الرئيسية بعض الجهود والتوجيه لبناء استراتيجيات وقدرات مستدامة للتعامل مع الضغوط والتحديات النفسية في حياتنا اليومية.
3. ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية
تتسم الصحة النفسية بأهمية قصوى للإنسان؛ إذ تُعدّ جزءًا أساسيًا من الرفاه العام والتنمية الشخصية والمجتمعية. وعليه، ينبغي البذل في اتخاذ الإجراءات الملائمة للحفاظ على الصحة النفسية وتعزيزها واستعادتها. يمثل ذلك السقف الأسمى لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق إنجازات راسخة وإقامة علاقات طيبة مع الآخرين.
توجد استراتيجيات ميسورة التكلفة وفعّالة وجدوى تثبت مُرْدوديتها في تحسين الصحة النفسية وحمايتها، ولاحظ أنّ هذه الاستراتيجيات لا ينبغي تهميشها على طاولة المناقشات, بل يجب التكيف معها درءا للأضرار وضماناً للاستفادة الوظيفية ورفاه النفس وجودة الحياة.
تتأثر الصحة النفسية بتفاعل معقد بين الضغوط ومواطن الضعف مثل التحديات الفردية والاجتماعية والهيكلية. وعلى هذا الأساس، تتيح بعض النهج الشاملة والتكاملية فرصة للتنوع في طرق الدعم ومُرْاعاة متطلبات الأفراد الخاصة بهم, ويتضمن ذلك تقديم التوجيه والرعاية لهم.
من المهم أيضًا إلحاح جعل الصحة النفسية اهتمامًا عامًا للمجتمع: دعم المواطنين والعائلات للوصول إلى مصادر الدعم والمساعدة اللازمة للتعامل مع الضغوط والتوترات النفسية. وبالتالي، يمكن بناء مجتمع أكثر صلابة وقدرة على التأقلم بفضل جهود مَنَعِ التدهور النفسي وتعزيز الأنشطة الهادفة إلى رفع مستوى رفاه الأفراد.
وفي المجمل، إنّ الاهتمام بالصحة النفسية يشكل تعزيزًا لجودة الحياة والعلائق الاجتماعية الطيبة والتنمية الراسخة أمرًا يستحق العناية، فضلاً عن حصول الأفراد على الدعم والشفافية والرحمة اللازمة من قِبل المسؤولين عن رعاية صحتهم النفسية.
4. استراتيجيات فعالة لتعزيز الصحة النفسية
الصحة النفسية تلعب دورًا حيويًا في تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات. لذا يجب تطبيق استراتيجيات فعالة لتعزيز الصحة النفسية والرفاهية للجميع. ترتكز هذه الاستراتيجيات على منهجيات متنوعة ومبتكرة لتحقيق التوازن بين الجوانب النفسية والجسدية والاجتماعية للإنسان.
أولاً، تعتبر التوعية بأهمية الصحة النفسية من القضايا ذات الأولوية في تعزيز الرفاهية. يمكن زيادة الوعي حول القضايا المتعلقة بالصحة النفسية من خلال تنظيم ورش عمل وندوات وفعاليات تثقيفية. تساهم هذه المبادرات في تغيير المفاهيم الخاطئة والواقعية حول الصحة النفسية وتسليط الضوء على العلاقة بين السلوكيات الصحية والتحسين في الجودة الإجمالية للحياة.
ثانيًا، تقديم دعم نفسي للأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية حتى يتمكنوا من مواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل. يُعتبر الدعم النفسي مكمل للعلاجات التقليدية ويشمل تقديم المشورة، والعلاج النفسي، وجلسات الدعم الجماعية. يساعد هذا الدعم على تعزيز الامتنان والاستلهام والثقة في النفس للشخص الذي يمر بتجارب صعبة.
ثالثًا، تشجيع تطبيق الممارسات الصحية الجسدية والعقلية مثل ممارسة الرياضة والتأمل وتناول الطعام الصحي. تلعب هذه الممارسات دورًا هامًا في تعزيز الرفاهية وصحة الجسم والعقل معًا. تُسهل النشاطات البدنية إطلاق الهرمونات النافعة التي تساهم في تحسين نوعية الحياة للفرد.
أخيرًا، تعزيز التكامل بين الخدمات الصحية المجتمعية لضمان بيئة مواتية للنشوء على الصحة النفسية للجميع. يندرج ضمن هذه الخدمات توفير خطوط الرعاية الأولية، ومراكز العلاج والتأهيل، وعيادات الصحة النفسية. تقدم هذه الجهات دعماً للأفراد الذين يعانون من تحديات صحية نفسية مختلفة وتعمل على تعزيز رفاهيتهم بشكل استدامة.
5. تعريف الصحة النفسية
يُعتبر مفهوم الصحة النفسية من المفاهيم الأساسية والمهمة في حياة كل إنسان. تتمثل الصحة النفسية في حالة الرفاه النفسي والذهني التي تُمكّن الفرد من التعامل مع تحديات الحياة ومواجهة ضغوطها اليومية بطريقة إيجابية ومنتجة. فالصحة النفسية تؤثر بشكل جوهري على مستوى سعادة الفرد ورفاهيته وإنجازاته في مختلف المجالات.
إن الصحة النفسية الجيدة تسهم في زيادة كفاءة الإنسان وإمكاناته، وتعزيز قدرته على التعلّم والعمل والابتكار، فضلاً عن تعزيز قدرته على المشاركة الفعّالة في المجتمع والتأثير عليه بشكل إيجابي. لذلك يجب على كل فرد العناية بصحته النفسية والعمل على تحسينها والحفاظ عليها.
ويشمل مفهوم الصحة النفسية عدة جوانب متنوعة تتجاوز مجرد غياب الاضطرابات النفسية والصحية. إذ يشمل تحقيق الرفاه وعلى قدرة الفرد على تطوير مهاراته الشخصية والتعامل مع التوتر وضغوط الحياة اليومية بطريقة إيجابية. وتشمل الصحة النفسية أيضاً تعزيز العلاقات الاجتماعية والعاطفية وتحسين جودة الحياة الشخصية والمهنية.
علماء النفس الإيجابيين ينظرون إلى الصحة النفسية على أنها ليست مجرد غياب المشاكل والضغوط النفسية، بل هي امتلاك الفرد للقدرات والمهارات التي تساعده على التأقلم والتكيف مع الظروف المتغيرة وتعظيم استفادته من تجارب الحياة المختلفة. يلعب النظرة الكلية للصحة النفسية دوراً مهماً في تعزيز حالة الرفاه النفسي للفرد وتحقيق التوازن بين متطلبات الحياة وأنشطته المختلفة.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الصحة النفسية تتمثل في القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة العادية، وتحقيق الإنتاجية والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تقدير قدرات الفرد وطموحاته. على الرغم من تعدد التعريفات الثقافية للصحة النفسية، يتفق معظم صناع القرارات والمختصين على أنها عنصر فعّال في إرساء قواعد صحة الإنسان وضمان حياة سعيدة وناجحة له.
6. حقوق الإنسان المتعلقة بالصحة النفسية
تعتبر الصحة النفسية حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان التي تسهم بشكل كبير في تحقيق الرفاه والتنمية الشخصية والمجتمعية. تلتزم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان بما فيها تلك المتعلقة بالصحة النفسية. يشمل ذلك ضمان توفير رعاية نفسية مناسبة والعناية بالأشخاص المصابين بمرض عقلي.
تؤكد المفوضية على أهمية توفير الإمكانات اللازمة لتطوير برامج واستراتيجيات تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية واستعادتها والوقاية منها. وتعمل المفوضية على ضمان تحقيق العدالة والمساواة وإزالة أي شكل من أشكال التمييز الذي قد يواجه الأشخاص المصابين بمرض عقلي.
من منطلق احترام حقوق الإنسان، يجب التأكيد على أن الأشخاص المصابين بمرض عقلي لديهم الحق في تلقي العلاج والرعاية المناسبة والمتوافقة مع الكرامة الإنسانية. ويجب إشراكهم بشكل فعّال في صنع القرارات المتعلقة برعاية صحتهم النفسية والعناية بهم.
ينبغي أيضًا ضمان توفير الدعم النفسي والمعيشي للأشخاص المصابين بمرض عقلي، مع العمل على تعزيز التوعية في المجتمع بشأن الصحة النفسية والمرض العقلي وكيفية التعامل معه. من المهم أيضًا تشجيع البحوث والتأكد من التقدّم المستدام على صعيد تطوير طرق العلاج والعناية بالصحة النفسية.
في النهاية، تؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أهمية التعاون مع مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية والوطنية لتحقيق تعزيز الصحة النفسية وتقديم العناية والحماية المناسبة لكل فرد يعاني من مرض عقلي.
7. الصحة النفسية وتأثيرها على التنمية الشخصية والمجتمعية والاقتصادية
تعتبر الصحة النفسية من الجوانب الأساسية والحيوية التي تؤثر على جوانب حياتنا المختلفة بدءً من التنمية الشخصية والمهارات وصولاً إلى العلاقات الاجتماعية والمشاركة الإيجابية في قيادة وتنمية المجتمع والعملية الاقتصادية. إذ تسهم الصحة النفسية المعززة والمحمية في تمكين الفرد والمجتمع ككل للارتقاء بمستوى الحياة والتطور المستمر.
تأثير الصحة النفسية على التنمية الشخصية يظهر بوضوح في عملية اكتساب المهارات والقدرات الجديدة وتطوير الذكاء العاطفي، فكلما كان الشخص أكثر استقراراً نفسياً وراحة بال، كان يتمتع بمزيد من القدرة على التحصيل والتعلم وبناء علاقات جيدة مع الأشخاص المحيطين به، وبالتالي تعزيز تنمية شخصية متوازنة وصحية.
من جهة ثانية، يؤثر تعزيز الصحة النفسية على المستوى المجتمعي بشكل كبير، حيث يسهم في التقليل من الصراعات والتوترات الاجتماعية وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع المختلفة، ويساهم في إنشاء بيئات جماعية مرنة وتعاونية قادرة على التأقلم والتفاعل مع التغييرات الاجتماعية والثقافية بشكل إيجابي وبناء.
على المستوى الاقتصادي، تلعب الصحة النفسية الجيدة دوراً هاماً في تنمية الاقتصاد، حيث يمكن للأفراد الأصحاء نفسياً إظهار إبداع أعلى وإنتاجية أكبر، مما يساهم في زيادة التنمية الوظيفية والاقتصادية الصينية نمو. تقديم دعم نفسي جيد وبيئة عمل نفسية صحية تؤدي إلى نجاح مؤسسات العمل بشكل أفضل وتحسين الأداء الاقتصادي الوطني.
وبناءً على ما سبق، من الواضح أن الاستثمار في تعزيز الصحة النفسية والحرص على توفير الدعم المناسب للأفراد في شتى المجالات الحياتية يعد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة على جميع الأصعدة. [1]
8. اعتلالات الصحة النفسية وأنواعها
الاضطرابات النفسية مصطلح يشمل مجموعة متنوعة من الحالات العقلية والعاطفية التي تؤثر على الفرد بشكل سلبي. تقدر المنظمة العالمية للصحة أن خمسة في المئة من البالغين واحدة في كل أربعة من الأطفال يعانون من مشكلة صحة نفسية. بعض الأمثلة على اضطرابات الصحة النفسية تشمل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) واضطراب طيف التوحد (ASD) واضطرابات الأكل وغيرها.
يمكن تصنيف الاضطرابات النفسية إلى عدة أنواع تبعًا لطبيعة الأعراض وسببها. أولاً، الاضطرابات المزاجية، وهي تشمل الاكتئاب واضطراب الهلع. تنشأ هذه الاضطرابات من تغيرات في مستويات المزاج والعاطفة، ويمكن أن يكون لها تأثير عميق على جودة الحياة. مثل هذه الاضطرابات قد تظهر على هيئة انخفاض مستمر في الشعور بالسعادة، أو هلع شديد يثير آلامًا جسدية.
ثانيًا، الاضطرابات القلقية، وتشمل القلق العام، إضافة إلى اضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي. تظهر هذه الاضطرابات على هيئة شعور بالتوتر والقلق بشكل مستمر تجاه المواقف اليومية البسيطة. يمكن لهذا الشعور أن يقود إلى تطور حالة مرضية مستديمة يخشى فيها المريض من المستقبل ويجد صعوبة تامة في التأقلم معه.
ثالثًا، اضطرابات النفسية التي تندرج بما يسمى “اضطرابات الشخصية”؛ حيث يتميز المصابون بهذا النوع من الاضطرابات بكونهم يتعاملون مع الناس والأحداث باسلوب سلبي ومؤذٍ لأنفسهم وللآخرين. يشترك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية في أنهم يعانون من صعوبة في التكيف مع التغيرات وفهم حاجات الآخرين والتعاطف معهم.
يُذكَر أنه من المهم التوعية بأنواع الاضطرابات النفسية والتعرف على الأعراض المختلفة، بتشجيع التحدث عن مشكلات الصحة النفسية وتنمية ثقافة الرعاية والدعم. فالعلاج المبكر والمناسب يمكن أن يزيد من فرص النجاح والتغلب على الصعوبات النفسية والعاطفية التي يمكن أن تمر بحياة الإنسان.
9. الصحة النفسية والصحة السلوكية
الصحة النفسية تحتل مكانة أساسية في حياة الإنسان وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من رفاهيته العامة. الصحة النفسية تتأثر بتفاعل معقد من الضغوط والضعف على المستويات الفردية والاجتماعية والهيكلية. تعتبر الاستراتيجيات المتاحة لتعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها مجدية وفعالة وغير مكلفة.
على الرغم من الأهمية الجوهرية للصحة النفسية، إلا أنه يجب أن لا يغفل عن الفروق بين هذا المفهوم ومفهوم الصحة السلوكية. يمكن تفسير هذا التمييز بوصف الصحة السلوكية بأنها تعبر عن العلاقة بين السلوكيات
وصحة ورفاهية الجسم والعقل. يُعتبر السلوك وأثره على الصحة الجسدية والنفسية والعافية جزءاً أساسياً من هذا المفهوم.
من بين اضطرابات الصحة السلوكية التعاطي المفرط للمخدرات، واضطرابات الأكل، والإدمان على القمار والجنس، إذ تجعل هذه السلوكيات الضارة الفرد يميل للعديد من المشاكل الصحية والنفسية. كما يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومتلازمة أسبرجر واضطراب طيف التوحد من أمور الصحة السلوكية.
في المقابل، تعتبر الصحة النفسية حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي. تقتصر الصحة النفسية ليست فقط عن غياب الاضطرابات النفسية، بل هي جزء من سلسلة متصلة معقدة يكون تأثيرها ظاهراً على حياة الشخص بأكملها.
في النهاية، يتجلى أهمية التوفيق بين الدعم النفسي والسلوكي، حيث ينبغي على الفرد الاهتمام بالجانبين للحفاظ على صحته الجسدية والنفسية وإسهامه في تطور مجتمعه وتحسين جودة حياته بشكل عام.
10. التنوع الثقافي وتعريف الصحة العقلية.
تعتبر الصحة العقلية عنصراً أساسياً في الحياة اليومية للأفراد بغض النظر عن ثقافاتهم وخلفياتهم. وفي ظل التنوع الثقافي والاختلاف بين مفاهيم العافية النفسية والعاطفية، تصبح فهم وجهات النظر المختلفة حول الصحة العقلية أمراً هاماً لتعزيز جودة الحياة لدى الجميع.
يواجه مفهوم الصحة العقلية تحديات نتيجة للاختلاف الثقافي، حيث يكون تعريف العافية النفسية متأثراً بتقاليد المجتمع وأوجه القيم والأعراف الاجتماعية المتفردة. ولهذا السبب، يعتبر التنوع الثقافي عامل مؤثر في تفسير وتقدير الصحة العقلية ومدى اعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الصحة الشاملة.
يتضمن التنوع الثقافي تأثيرات العوامل الإثنية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية على صحة الفرد ومشاعره تجاه الأشياء. وتأثيرات هذه العوامل تتجلى بطرق متنوعة في إطار الصحة العقلية حيث يمكن أن تساهم في إثراء فهم المجتمعات والأفراد لهذا المفهوم أو تثير تحديات وقضايا يصعب التعامل معها.
فهم التنوع الثقافي ومراعاته في الممارسات الصحية يساعد على بناء علاقات متفاهمة وملائمة بين مقدمي الخدمة والمرضى الذين يتمتعون بخلفيات ثقافية مختلفة. فمن خلال دمج الحساسية الثقافية وتعلم مفاهيم الصحة العقلية في كل ثقافة، يمكن للمتخصصين توفير الدعم المناسب والمساعدة لتحسين صحة الأفراد.
بالتأكيد، لن يكون هناك تعريف موحد للصحة العقلية يراعي جميع الثقافات والتفاوتات، لكن العمل المشترك لتوسيع الأفق والتفهم المتبادل سيسهم في تعزيز الصحة العقلية لجميع الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية.
تطبيق لبيه للاستشارات النفسية
تعتبر الصحة النفسية من أهم مكونات الصحة العامة، ويواجه الكثير من الأفراد صعوبات نفسية معينة قد تؤثر على حياتهم اليومية وجودتها. لذا، ظهرت في السنوات الأخيرة عدة تطبيقات متخصصة في تقديم استشارات نفسية مثل تطبيق لبيه، لتسهيل إجراءات العلاج وتوفير جلسات استشارية متخصصة وخصوصية تامة.
يُعتبر تطبيق لبيه منصة سعودية متخصصة في تقديم الاستشارات النفسية والأسرية، وتطوير الذات. يتميز التطبيق بخصوصية وسرية تامة، حيث لا يُشترط الكشف عن الهوية للمستخدم. بالإضافة إلى سهولة الاستخدام والوصول إلى المستشار في ثواني معدودة. أيضاً، يسهم تطبيق لبيه في توفير المال والوقت والجهد والتخلص من المشاكل المتعلقة بالانتظار والأسعار المرتفعة لجلسات العلاج النفسي.
تبدأ عملية الاستشارة في تطبيق لبيه بخطوات بسيطة، حيث يتم اختيار المستشار المناسب لك واحجز الموعد المناسب أيضاً. ثم يتم إكمال عملية الدفع والحصول على الاستشارة. يُمكن للمستخدم التواصل مع الفريق التابع لتطبيق لبيه عن طريق انستقرام، سناب شات أو فيس بوك لطرح أي استفسارات أو مشاركة تجاربهم مع التطبيق.
تعتبر منصة تطبيق لبيه معتمدة من وزارة الصحة السعودية، حيث تتألف هيئة المستشارين من خبراء وأطباء معتمدين من هيئة التخصصات الصحية في المتطبيق لبيه هو تطبيق سعودي متخصص في تقديم استشارات نفسية وأسرية بالإضافة إلى تطوير الذات. يوفر التطبيق خدمة عالية الجودة من خلال مجموعة من المستشارين المعتمدين من هيئة التخصصات الصحية في المملكة العربية السعودية، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر سهولة وراحة.
أحد أهم مميزات تطبيق لبيه هو الخصوصية والسرية التامة، حيث لا يُشترط الكشف عن الهوية ويمكن للمستخدمين التواصل مع المستشارين بكل أمان وثقة. كما يعتبر التطبيق سهل الاستخدام، حيث يمكن الوصول إلى المستشار المناسب في ثوانٍ معدودة.
تتيح منصة لبيه للمستخدمين البحث عن المستشار المناسب لهم وحجز موعد، ثم إكمال عملية الدفع والحصول على الاستشارة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التطبيق توفير للمال والوقت والجهد، حيث يُمكن للمستخدمين الاستفادة من الخدمة دون الحاجة إلى الانتظار أو دفع أسعار مرتفعة.
يقدم تطبيق لبيه حماية متقدمة لبيانات المستخدمين ويتّبع ممارسات أمان مشددة. لا تتم مشاركة أي بيانات مع جهات خارجية، مما يضمن للمستخدمين أقصى درجات الخصوصية والسرية.
وفي سياق آخر، يُظهر تطبيق لبيه حرصاً كبيراً على التواصل مع المستخدمين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل انستقرام، سناب شات، وفيس بوك. يسعى فريق لبيه لسماع آراء واقتراحات المستخدمين والتفاعل معهم بشكل مستمر لتحسين تجربتهم وتلبية احتياجاتهم النفسية والأسرية. [2]